Sunday, December 2, 2007

تفكيك الفساد ومحاصرة الاستبداد


تفكيك الفساد ومحاصرة الاستبداد
اجتهاد حمدي قناوي
مازال التواصل من الجماهير الشعبية وتحريكها ودعوتها للاشتراك فى الاشتباك القائم هو احد اكبر التحديات أمامنا وبدون انجازها سيظل الحراك فى إطار النخبة وهو أكثر ما يضعفنا أمام النظام بفساده واستبداده ويظهر قوى التغيير كديكور تستخدمه الحكومة فى إظهار ديمقراطياتها الزائفة أمام العالم الخارجي .
إن الطبقات الشعبية وهى تقع منهكة تحت عجلات الفساد وقهر الاستبداد نستطيع أن نحدد بعض ملامحها ( فى علاقتها بالتغيير ) على النحو التالي :
1 – أنها تعي فى ضميرها الجمعي الصراع القائم وتعرف عن الفساد والاستبداد أكثر ما نعى نحن فإذا كنا نتكلم عنه إلا أنها تتنفسه وتعيشه يوميا ولكنها تأخذ أسلوب الالتفاف والتحايل كي تحل مشاكلها بشكل مؤقت وآني وفردي.
2 – أنها تعلم جيدا أن حركة التغيير تقف فى صفها وتعبر عنها فلذا فهي تفتخر بها وتزهو بجرأة مظاهراتها ولكن بدون مشاركة حقيقة فى مظاهراتها .
3 – تنظر إلى المواجهين للسلطة كأبطال أو مسنودين على الأقل من زملائهم " اللي فوق" فهي تخاف على لقمة عيالها إذا تم القبض عليهم .
4 – تستعجل التغيير خالطه بين سرعة التغيير الثوري وبطئ التغيير السلمي ( متسائلة طب انتم إيه اللي غيرتوه حتى الآن ؟)
5 – تطالبنا نحن بالقيام بالتغيير مفضلة هي الانتظار والترقب حاملة على أكتافها ثقافة خوف تاريخي.
6 – تقف فرادى فى مواجهة السلطة مثل الجذر والمنعزلة لا تجمعهم صلة حقيقية لا جمعيات أو نوادي أو نقابات أو أحزاب لذلك فهو شجاع فى المواجهات الفردية ويصاب بالذعر والخوف فى مواجهة السلطة وبطش النظام.
7 – تخاف من انزلاق الوطن إلى المجهول ولا تريد للوطن ان يكون مثل العراق ولبنان.
وأهمية هذا الرصد – أن كان صحيحا – انه يلزمه بأن نتحرك مع هذه الجماهير ، جماهير اللحظة التي نعيشها لا لجماهير التي فى مخيلتنا وبالتالي فلابد أن يكون طرحنا شعارا وأسلوب حركة وتنظيما فى إطار هذه الجماهير فلا نزايد على وعيها وقدراتها ولا نبخس من قدر وعيها وقدراتها البسيطة التي تستطيع أن تقدمها فى خدمة التغيير فنخسرها فى الحالتين.
وبقدر ما كان شعار كفاية عبقريا فى التعبير عن ما فى ضمير هذه الجماهير وقابضا وملامسا لما يجيش فى مشاعرها إلا أن أساليب العمل والتنظيم لم يكونا على نفس المستوى من التفهم.
نلاحظ أن أساليب العمل كانت على النحو التالي :
1 – تعتمد على أسلوب وحيد فى التظاهر والاعتصام .
2 – أساليب عمل زاعقة وفوقية.
3 – مستعجلة ومتلهفة لمعركة الحسم والتغيير.
4 - طرحت مناهج فوق قدرة الجماهير والحركة ( مظاهرة المليون ).
5 – لم تلتفت لمعاناة الجماهير الحقيقية مثل ( تلوث المياه – الصرف الصحي – الزبالة ).
6 – لم تهتم بتحديد البديل ( أفكارا وأشخاصا )
كما نلاحظ على التنظيم ما يلي :-
1 – سيولة وهلامية التنظيم ( كما أثبتت معركة القضاة ).
2 – غير ديمقراطية ( كما أثبتت التغيرات الأخيرة للقيادات ).
3 – لم تهتم بزيادة العضوية الوافدة ( المقرات – التلفونات ).
لذا فنحن ندعو حركة كفاية لقيادة معركة واسعة باتساع الوطن شرقا وغربا وشمالا وجنوبا نطلق عليها تفكيك الفساد ومحاصرة الاستبداد لا تكون المظاهرات هي الشكل الوحيد للمعركة نضرب فيها أركان الفساد المختلفة والاستبداد المتنوعة إن معركة تفكيك الفساد ومحاصرة الاستبداد هي البوابة الواسعة للارتباط بالجماهير واثبات قدرة كفاية ومبادراتها فى الدفاع عن المقهورين وهى المعين الذي لا ينضب والذي يعطينا أشكالا متنوعة عن المعارك البسيطة التي يمكن أن نخرج بها مع الناس فى انتصارات بسيطة إلى معارك وانتصارات أكثر تعقيدا تمهيدا لمعركة الحسم الأخيرة معركة التغيير النهائية .
لماذا الفساد والاستبداد ؟
لان المجموعة التي تسيطر على مقاليد الحكم فى مصر لا تخضع لنظريات سياسية أو أهداف تنظيمية أو ايدولوجيات ولكن علاقتها ببعض هى علاقات مصلحية يقوم فيها الفساد بعامل الربط والتجميع والاستبداد بعامل قهر الشعب ( فساد – بداد ) ولذا فإن :( إن الفساد – بداد ) هو مصدر قوة الضغمة الحاكمة وأداة استغلال الشعب الأعزل وبالتالي فان محاربتها هى إضعاف لقوة الخصم مثلا فى موضوع العبارة اضطر النظام لقطع إصبع من أصابعه نتيجة الضغوط الشعبية.
( إن فساد – بداد ) هو السبب الرئيسي لمعاناة الشعب المصري ( التعليم – الصحة – البطالة – العنوسة - ..... الخ ) وبالتالي إن معارك ضد التأمين الصحي ونهب فلوس التأمينات وقانون الوظيفة العامة هي معارك حقيقية لصالح الشعب المصري.
( إن فساد – بداد ) خلق نمط غير طبيعي للحراك الاجتماعي لا يمكن رصده على أسس علمية يتجلى ذلك فى تأكل بعض الطبقات وصور العلو والهبوط المفاجئ للفئات الاجتماعية بصورة حادة نتيجة الدوامة التي أحدثها الفساد فى قلب المجتمع المصري.
إن استمرار ( الفساد 0- بداد ) واستمراره لمدد طويلة يساعد على تفريخ أجيال جديدة متشربة لهذا ( فساد بداد ) لذا فان تجريس اللصوص بعمل قوائم السوداء وفى الناحية الأخرى لجان للأيدي البيضاء لشرفاء مصر هي تحصين لجيل جديد من الفساد والاستبداد ( مثل موقف المهندس يحي حسين من معركة بيع عمر افتدى – وكذلك كسب قضايا التعذيب فى أقسام الشرطة وتجريس الضباط القائمين بها).
لذا فنحن ندعو حركة كفاية إلى مهام عمل جديدة وأساليب بسيطة فى مواجهة الفساد – الاستبداد تسير فى خط موازى وتناسق مع المظاهرات والاحتجاجات وان كانت المظاهرات هي الأسلوب الذي نملكه حتى الآن فى مواجهة السلطة ومازال يتحقق بعض النجاحات على الأقل فى نقل عدوى التمرد فى صفوف القوى والأفراد.
المهام الملقاة على عاتق كفاية :-
تحديد البديل:
لن يقف المصري الذكي معنا فى قضية التغير وهدم القديم دون وضوح صورة البديل أمامه كفكر وأشخاص.
والبديل كفكر :
v يجب أن يكون بديلا وديمقراطيا واسع تشمل مظلته جميع القوى الراغبة فى التغيير.
v يجب أن يكون مميز غير منحازاً اجتماعيا "إلا بعمومية" ( مثل التأمينات الاجتماعية – التأمينات..... الخ ).
v أن يدعو لدولة العدل والحرية.
نحن ندعو أعضاء حركة كفاية لاعتماد ورقة نحو عقد اجتماع جديد كوثيقة من وثائق كفاية كالبيان التأسيسي.
2 – تكييف الشعار:
إن إضافة ( لا للفساد – لا للاستبداد ) ملحقا بشعار كفاية يعطى انطباعا أكثر واقعية وتمشيا مع قدرات كفاية الحالية.
ثم انه يعطى مدلولا أكثر رحابة وأفقا للأعمال المنوط بها للحركة.
ثم انه يبعدها عن شخصنة قضية التغيير وتقيدها وتحجيمها فى ( التمديد والتوريث).
3 - تحديد ما هو أولى وما هو ثانوي:-
إذا اتفقنا أن القضية المحورية هي قضية تغيير مجتمع الفساد والاستبداد
فالمنطقي أن يتفق على ما يلي :-
1 – إن قضية التغير هي قضية داخلية فى الصميم مصرية فى الأساس فيجب رفع شعار
" مصر أولا " مؤمنين انه لن تحل أي قضايا وطنية إلا بعد الانتهاء من قضية التغير.
2 – عدم استبعاد الآخر طالما يقف معنا فى قضية التغيير مهما كانت آراؤه فى القضايا الأخرى.
3 – إغلاق معارك الباثوث القديمة التي لا يستنفذ إلا النظام " معارك مع الاحزاب – معارك السادات – معارك الحجاب ......الخ.
4 – تنشيط الأحزاب القائمة وليس معاداتها أنها و دفعها إلى مواقف متقدمة ( من حيث أننا كأفراد وتنتمي لأحزاب شتى كل فى حزبه ).
4 - أساليب العمل:
أ – تنشيط اذرع كفاية:
إن تنشيط اذرع كفاية ( طلاب من أجل التغير – صحفيين – عمال - فلاحيين.....الخ ) وإعادة تكوينها بشكل منظم وشبكي ومتفرع ليغطى كل محافظات مصر، بحيث وتتكون كل ذراع – أو لجنة إذا فرض الواقع ذلك – كلجنة لا لبيع مصر– أو مصريون ضد التعذيب ) من المجاميع الآتية :
أفراد كفاية أساساً.
مكاتب المجتمع المدني .
النشطاء النوعية ( حسب نوعية الذراع أواللجان ).
الصحفيين والميديا.
المدونين.
إن قدره كفاية – (حتى ولو كعامل مساعد ) على تضفير جهود هذه النوعيات وغزلها فى عمل مشترك سيساهم فيما يلي :
1 – مساندة الإنسان المصري ( الفرد أوالجماعة ) فى مواجهة الفساد والاستبداد ( حتى لا يشعر الإنسان المصري ( الفرد – الجماعة ) انه يقف وحيدا أمام سلطة غاشمة.
2 – اكتشاف القيادات الحقيقية للناس وإلحاق وشوش جديدة تدفع الحركة للأمام.
3 - فضح الفاسدين والمسندين فى القوائم السوداء.
4 - الدخول بالناس فى معارك ضد الفساد والاستبداد بسيطة وناجحة مثل فضيحة الدقيق المسرطن – تلوث المياه – الزبالة .. الخ ) ستزيد إيمان الناس بقدراتهم على التغيير وتعطى مردودا ايجابيا على الحركة.
5 – توفير المساعدة القانونية – المادية – الاجتماعية – لكل نوعية.
6 - الدفع بتكوين بؤر تجمع الناس مستقلة ( جمعيات أهلية – نوادي .....)
ب - المظاهرات:-
بعد ضياع سلم الكفاية يجب أن نفكر فى تنويع شكل المظاهرات وأماكنها وهذه مساهمة منا فى بعض الأفكار الخاصة بالمظاهرة وبالتأكيد فإن هناك إبداعات يمكن أن يضيفها الزملاء أذا فتح الحوار فى هذا :-
1 – مظاهرات صامتة.
2 – مظاهرات أفراد ( كل فرد يحمل يافطة ويسير وعلى مسافات متفرقة ومتفاوتة من زملاء آخرين).
3 – مظاهرات الربع ساعة المفاجئة.
4 – تغير وتنويع أماكن المظاهرات.
5 – وقفات المائة النوعية ( 100عامل – مائة دكتور – مائة صحفي – مائة فنان ).
6 – مظاهرة الموقعين الأوائل لكفاية .
ب – الشعارات :
نحن نملك قضية عادلة ويجب أن نبتعد عن الشتائم والسباب والشخصنة فهي تظهرنا كعجزة وتنفر الكثير منا .
تنويع الهتاف بما يتناسب مع كل مظاهرة ( مظاهرة الغلاء – غير مظاهرة الحرب).
تبسيط الهتاف بما يتناسب مع الأذن المصرية.